اعلم يا من فُجعت بفراق
الأحبة:
أن الموت ليس هو إلا جسر
يوصل الحبيب إلى حبيبه، وينبغي على المؤمن المطمئن بقضاء ربه أن يستفيد من المحن، وأن
تحدث له وقفه مع نفسه يراجع بها أعماله، ويصحح بها طريق السير وأن يتوب إلى مولاه
.
⦖⦕
من العزاء للمؤمنين: أنهم إذا اتبعتهم ذرياتهم في الإيمان يلحقهم الله بآبائهم في المنزلة، وإن لم يبلغوا عملهم، لتقر أعين الآباء بالأبناء عندهم في منازلهم، فيجمع بينهم على أحسن الوجوه، بأن يرفع الناقص العمل، بكامل العمل، ولا ينقص ذلك من عمله ومنزلته، ولهذا قال:
﴿ألحقنا بهم
ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء﴾
⦖⦕
{وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ
فَمِنَ اللّهِ}
إذا نزل بالمرء نازل سلبه
شيئاً مما عنده، فإنما استرد صاحبُ الملك بعض ما وهب، ولا ينبغي للمُودع أو المستعير
أن يسخط على المالك إذا استرد يوماً من الدهر وديعته أو عاريته.
قال لبيد:
وما المالُ والأهلونَ إلا ودائعُ *** ولا بُدَّ يوماً أن تُردَّ الودائعُ
⦖⦕