كان من هدي الصابرين إذا أصابتهم مصيبة أنيقولوا: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
وهذه الكلمة تتضمن أصلين عظيمين
إذا تحقق العبد بمعرفتهما تسلى عن مصيبته :
١- أن العبد وأهله وماله ملك لله تعالى، وقد جعل عند العبد عارية .
٢- أن مصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق، ولابد أن يخلف الدنيا وراء ظهره.
⦖⦕
أقرب ما يعين الإنسان على الصبر وخاصة على النوائب والشدائد :-
أن يعرف حقيقة الدنيا التي يعيش فيها؛ فهي ليست جنة نعيم، ولا دار خلود، إنما هي ابتلاء وتكليف، خُلق الإنسان فيها ليُصقل ويُبتلى ليُعَدَّ لحياة الخلود في الدار الباقية. ومن عرف الحياة على هذا النحو لم يفاجأ بكوارثها؛ لأن ذلك من طبيعتها.
⦖⦕
"إنا لله وإنا إليه راجعون"
علاج من الله -عز وجل- لكل من أصيب بمصيبة دقيقة أو جليلة، بل إنه أبلغ علاج وأنفعه للعبد في آجله وعاجله، فإذا ما تحقق العبد أن نفسه وماله وأهله وولده ملك لله -عز وجل-، قد جعلها عنده عارية، فإذا أخذها منه فهو كالمعير يأخذ عاريته من المستعير.
⦖⦕
كان أبو ذر -رضي الله- عنه لا يعيش له ولد،
فقيل له: ( إنك امرؤٌ لا يبقى لك ولد) !
فقال : (الحمد لله كل ذلك في كتاب، الحمد لله الذي يأخذهم في دار الفناء، ويدّخرهم في دار البقاء)